في أول لقاء لي معها، مددْت يدي، و رسمت ابتسامتي، و نظرت إلى عينيْها ، فكانتا – على عكس ما توقعت - لا تنظران إلي عينيّ و لا لابتساماتي، بل إلى ….. حذائي..!!
نظرَت..!!
أطالت النظر..!!
قاطعتُ تأملها العميق سائلةً: “أهناك مشكلة… في حذائي؟”
رفعت نظرها –أخيرا!- و قالت (بتوتر الطفل الذي يكذب على أمه): “لا يا حبيبتي أبدًا إن حذاؤك جميل للغاية”
نعم! حذائي جميل…و تصرفك … غريب..!!
أوضحت لي بعد ذلك أنها تقيم الناس بأحذيتهم
إن كان الحذاء قيّما فمرتديه راقي
و العكس صحيح…
عجبي..!!
و إذ بلسان حالي يقول لها:
أليس الأوْلى أن تقيّميني بأدبي، لم أرفع صوتي، و لم أرمقك بنظرة ازدراء؟
أليس الأوْلى أن تُقيّميني بحديثي، أأقول كلاما موزونا و له معنى، أم أني أضجرك بكلام فارغ…
الأولى أن تقيميني بما أكون، و ليس ما أرتدي
لأنني أستطيع – بكل سهولة- أن أشتري حذاء باهظًا… بمال أبي…
و لكن،
الصعب…
أن أتخلق بخلق حسن
أن أراعي شعورك في كلامي، و صمتي، و حركتي، و سكوني
بالتأكيد المظهر مهم..!!
الظاهر مهم، و لكن ما خفي تحته أهم..!!
No comments:
Post a Comment