Sunday 9 September 2012

حشو دماغ

بسم الله ~

واحنا قاعدين في الاجتماع الأسبوعي لـ (شباب من أجل بيئة مستدامة وفهم أفضل) 
كان في عرض مميز جدا عن التعليم في بلدنا 
وكان من الواضح ان الموضوع وجع كل الجمهور فكانوا كــــلــــــهـــــم (بما فيهم أنا) عايزين يعلقوا
أو بمعنى أدق .. يفضفضوا!

مع إن صاحبة العرض وازنت تماما بين إلقاء اللوم على كل الأطراف (المدرس - المدرسة - الطالب - الأهل)
كانت معظم التعليقات افتراااااا ع المدرس

ولأني -الحمدلله- قابلت -الحمدلله- مدرسين كتير -الحمدلله- عندهم ضمير .. الحمد لله...

فحسيت بظلم ...

افتكرت يوم ما مدرس عندنا حاول يكون غير
ويشرح بصور على slideshow 
الطلبة كانوا مبسوطين جدا
والإدارة مبسوطة طول ما الطلبة مبسوطين...

إلى أن زار مدرستنا البعبع
مجموعة من الأهالي اللي مش فارق معاهم غير المجموع 
"العيال فاهمين اه بس المدرس بيشرح بضمير زيادة وكده مش هليحقوا يحلوا الامتحانات 118 مرة عشان يحفظوا الأسئلة ويدخلوا يقفلوا الامتحان"
ومن بعدها سمعت أحد الأهالي دول بيكلم عن أد ايه -اوه ماي جودنس- التعليم بقى تيريبل تيريبل !

*نفس عميق*

ماشي يا عمو\طنط أنتم عايزين أحسن كلية لابنكم .. لكن ماهو ممكن يدخل كلية قمة اووووه وأبهة ومنظرة وفشخرة ع الجيران ويطلع -معذرة- ولا حاجة...
وممكن يتعلم ازاي يفهم ويدخل كلية مش بتاخد 101% بس يؤدي فيها تماااااام ... علشان شغّل مخه !
وبعدين كان حد قال لكم ان في ماما امريكا كل الطلبة بتدخل طب وهندسة؟

لو نسينا كلام الجيران شوية وفكرنا في عقل الإنسان اللي بيبتبني في الـ12 سنة بتوع المدارس ماكانش بقى ده الحال
ماتقولش هي الدنيا كده .. هي دنيتك كده .. وأكبر دليل على كده ان لما أتيحت لك فرصة رفضت وجريت لنطاق الراحة القديم بتاعك

المهم .. 
وهذا الطالب -اللي اتعود يرمى معظم اللوم على المدرس والمدرسة والأهل والسياسات وإسرائيل والماسونية والإشعاعات الكونية- اتعرض أمامه عرض علمي بحت بطريقة بسيطة عن تاريخ الكون .. عرض مدته 10 دقائق .. وكان في نظري ممتع جدا .. ومفيد جدا

أحزنني ان العرض ده أخد 12 صوت بينما العرضين الآخرين جابوا 23 و25 !
واللي كسب بـ25 صوت ده كان عن ازاي تكون سعيد ... (ودي في رأيي الشخصي ماحدش يقدر ينقلها بالكلام - ما عدا عمرو سلامة)

فـ بصراحة اللي احنا مش صادقين مع نفسنا كطلبة وأهالي وبنرمي اللوم ع الدولة علشان نرتاح
لكن علمني كل العلماء المصريين اللي اتخرجوا من مدارس مصرية ثم جامعات مصرية ان اللي عايز يتعلم .. لو صدق وتعب وعافر .. هيتعلم !

لو صدق !


بس كده !

Thursday 26 July 2012

العنصرية ليست مزحة


ظن عقلي المراهق أن العنصرية تتلخص في الصراع بين الأبيض والأسود..
وظنّ أيضًا أنه بعد وصول أوباما لحكم الولايات المتحدة لن يرى العالم العنصرية مجددا ولن ترى عينيّ ما سأحكي ...

كانت الأم تبكي وتبكي وتبكي، وتقول في صوت يفطر قلبك حين تسمعه: لماذا قتلوها هي؟ ما ذنبها؟
الحديث عن فتاة لم تتعد التاسعة من عمرها.. 

وحين سألوا شابة بيضاء عن تلك الجريمة.. قالت:
أنا أعلم أن البعض يرون أن هذه جريمة شنعاء، ولكن إذا نظرنا إلى الصورة الكبير، سنرى أن أمها قالت "لن أعود إلى هذا البلد مجددا لأني لا أشعر بالأمن هنا"، وهذا بالضبط ما نريده!

وحين سؤل شاب أبيض أيضًا، قال:
ما الفرق؟ قتلناها وهي صغيرة قبل أن تفسد في مجتمعنا. كانت ستبيع المخدرات عاجلا أو آجلا، وكنا سنقتلها عاجلا أم آجلا !

حكايتنا حقيقية .. من العاصمة الروسية .. موسكو !



فيلم وثائقي قصير يحكي عن "النازية الجديدة Neo-Nazism" في روسيا‘ شاهدته منذ عدة أيام، ولم أكن أعتقد أنه سيترك في نفسي هذا الأثر وهذا الغضب..

مجموعة من "حليقي الرؤوس"، شباب حديثي السن، يوجههم كبيرهم، يأمرهم أن يكرهوا ليس فقط السود .. بل واليهود والمسلمين والأسيويين واللاتنيين والمهاجرين .. وكل من هو ليس أبيض .. من العرق الآري !

وقد قالها ذلك الشاب (مكسيم -19 سنة): 7% فقط ممن على سكان الأرض يستحقون الحياة ، وهم بالطبع نحن .. الآريون !

ويطوف هؤلاء الإرهابيون الصغار في شوارع موسكو ليلًا ويصيحون:
روسيا لأهل روسيا فقط .. موسكو لأهل موسكو فقط

فيرتعش ساعة ذلك النداء كل من هو ليس روسيّ، بل وأيضًا كل من هو روسيّ لكن بشرته داكنة قليلًأ، 
وقد حدث بالفعل الاعتداء على مواطن روسي داكن البشرة وضُرب حتى الموت، وقد أقسم لهم أنه روسي .. ولكن لا يهم،
حتى لو كان روسيًا فهو بالتأكيد مختلط العرق..
يريدون العرق الآري الصافي !

وقالت أرملة هذا الرجل جملة مزلزلة: ما مصير أمة مواطنها ليس بمأمنٍ فيها .. إلا الزوال؟!


ويحكي مكسيم عن بداية حبه لهذا التوجه وبداية الزينوفوبيا (رهاب الأجانب) لديه، فأجاب:
حدث نفجير في فندق قريب من بيتنا وأنا صغير، وقالوا لنا في الإعلام أن هؤلاء الكلاب من الشيشان فعلوها !!
فخرجت يومها وأنا غاضب، وجدت مجموعة من "حليقي الرؤوس" يخططون لقتل بعض الشيشانيين الذين يعيشون في موسكو
وكانت هذه أول مرة أطعن غريبا... وشعرت بالفخر !


أنا كـ إيناس..
 أحمد الله الهادي على أن هداني للإسلام الذي تعتبر فيه العنصرية انتقاصًا في الإيمان ويعتبر التحمس لأفكار مريضة كتلك معصية لله تعالى الذي أمرنا بالبر والإحسان تجاه كل خلقه ما لم يبدأونا بالعدوان..

تأمل قول الله تعالى في صورة ص:

قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ
قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ
 قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ
 وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ
صدق الله العظيم

إبليس هو أول عنصري في التاريخ وقد طرده الله من الجنة لاستكباره بذلك..
وأيًا كان سبب العنصرية (الدين - اللون - العرق - ؟؟ ) فهي مذمومة مذمومة مذمومة .. تفسد حيوات ألوف من البشر !

فانظر إلى معظم الحروب أو المعارك أو الصراعات الأكثر فتكًا بالبشر، ستجد أساسها العنصرية..
{محاكم التفتيش في الأندلس وأوروبا - الحرب العالمية الثانية - مجازر البوسنة والهرسك - الصراع في ميانمار - الحصار على غزة} إلى آخره .. والتاريخ مليء بالمآسي !


وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ
 أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ
صدق الله العظيم


اللهم عليك بكل من ظلم وقتل وبغى وتجبّر


اضغظ هنا لتشاهد الوثائقي..


Wednesday 20 June 2012

العقيد المحامي الطبيب

من مقدمة كتاب "بغداد" للشيخ علي الطنطاوي متحدثًا عن أحد تلامذته:

" كان طالبًا في الشهادة الثانوية سنة 1936م، فلما نالها دخل الكلية العسكرية، فتخرج فيها و تدرج صاعدًا في الرتب العسكرية حتى صار عقيدًا (كولونيل)، فحدثت أحداث في العراق اضطرته إلى ترك العسكرية، فماذا صنع؟ 
هل قعد في بيته يبكي ما فقد، يندب ماضيه يائسًا من مستقبله؟ 
  إن أصحاب الهمم العالية إذا هبطوا الجبل من جانب قاموا يحاولون صعوده من الجنب الآخر، لأنهم لا يطيقون البقاء في الحضيض بل يبتغون المعالي أبدًا؛

فدخل كلية الحقوق، فدرس فيها ونال شهادتها وصار محاميًا، ونجح في المحاماة، فحدثت أحداث اضطرته إلى ترك بغداد كلها، فهل يئس؟
 إنه مؤمن، أشهد بإيمانه من يوم كان طالبًا يقعد بين يدي، والمؤمن لا ييأس من روح الله، وإذا ضاقت به بلاد العرب فإن : في الأرض منأى للكريم عن الأذى.
فسافر إلى النمسا وتعلم لسانها، ودخل كلية الطب و تخرج طبيبًا وقد تجاوز عمره الستين، ولم ينقطع خلال هذه المدة من مراسلتي والاتصال بي، يرسل إليّ من الأدوية ما يفيد أمثالي في شيخوخته (إن لم يكن شيء يردّ إلى أمثالي شبابهم الذي ولّى)، وقد رأيته في الحج من سنوات قليلة، زارني في داري في مكة. هل عرفتموه؟



إنه العقيد المحامي الطبيب جهاد عبد الوهاب ... "


Friday 15 June 2012

كل ما أملك

وأنا على أعتاب دخول الجامعة يذكرني كل من حولي بأنني يجب أن أتسوق حتى أستطيع أن أنوّع في ملبسي، ثم تأتي سانا كفيست وتُسكت الجميع..

وتحكي سانا أنّها عندما انتقلت إلى شقة في ستوكهولهم أحضرت معها شاحنة مليئة بالأشياء، لكن عندما انتقلت منها لم تأخذ أكثر من الكاميرا والكمبيوتر وملابسها..

"هذا لأننا نعتاد على الرفاهية فتصبح حاجة"  

وهنا بدأت فكرتها: هل تستطيع أن تجمع كل ما تملك في صورة واحدة؟
إذا كانت الإجابة لا: فأنت مستهلك وماديّ
إذا كانت الإجابة نعم: فأنت حــــر، لا تستعبدك المادة

وبدأت المصورة مع مجموعة شباب (وكلهم من مواليد الثمانينيات) في مبادرة "كل ما أملك" وكانت النتيجة










الصراحة، نحن بأمس الحاجة إلى تقليل الاستهلاك لأن انتاجنا كمصريين أصلًا قليل مما يزيد الطين بلًا 
الاستهلاك لا يضع عبئًا على الحكومات فقط، بل أيضًا على المصادر الطبيعية، التي تسير نحو النفاد
والاستهلاك أولًا وأخيرًا أسلوب حياة، أي أنّ بإمكانك تغييره في 21 يومًا..

تذكر قول عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): أوكلما اشتهيت اشتريت؟


أنا -كإيناس- سأحاول..

ولست أقول هذا لأتهرّب من جولة التسوّق فقط ^_^


بس كده!


Tuesday 12 June 2012

فتبينوا




أصبحت أكره الانترنت بسبب كل هذا الكذب وهذه الشائعات.. 



ببساطة.. ما حدث معي..


وأنا أتصفح وجدت إحدى الصديقات المؤيدات لشفيق قد نشرت خبرًا عن صفحة 
تقول أن د. عمرو خالد مؤيد لشفيق


أخذتني الصدمة وبدأت شياطيني توسوس.. يا خسارة! أهذا الذي تتلمذت على يده وكنت أعدّه قدوة؟
لا حول ولا قوة إلا بالله


ثم دخلت على الرابط الأصلي...
تباينت ردود الفعل بين: "راجل" "جدع" "أنا كده احترمتك"... و بين "كنا فاكرينك راجل" "كنا فاكرينك جدع" "كنت باحترمك"... ويا قلبي لا تحزن!


ثم كتب أحدهم "هذا كذب" ...وهذه الجملة أفاقتني..

  • أولًا: لم تذكر الصفحة مصدر هذا الخبر .. وفي هذا الزمن اقرأ المصدر قبل أن تقرأ الخبر. واتضح في نهاية المطاف أن مصدر هذا الخبر قناة فراعين!
  • ثانيًا: تطبيقًا لمبدأ "اسمع منهم لا تسمع عنهم" كان يجب أن أذهب إلى صفحة الدكتور عمرو خالد مباشرة وأسمع منه.. وقد سمعت منه تكذيب الخبر.. الحمد لله!

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ

فتبينوا !
بس كده !

Monday 4 June 2012

أنتِ تهلوسين يا عزيزتي




Gaslighting
مصطلح يستخدم في علم النفس
لوصف محاولة إرباك شخص أو مجموعة أشخاص
عن طريق تكذيب كل ماترى أعينهم وتسمع آذانهم
لدرجة تشكيكهم في ذاكرتهم وقواهم العقلية
وجاء اللفظ من مسرحية 
Gas Light
حيث حاول الزوج إقناع الزوجة أنها تتخيل كل شيء .. حتى أن الإنارة في البيت لا تتغير -وهو يغيرها
وأخذ يسرق من ذهبها ومجوهراتها ويتهمها بالهلوسة
حتى أصيبت بانهيار عصبيّ

أظن أن الزوج والزوجة والمجوهرات كلها أطراف واضحة في المشهد الحالي

ولكن لأن عدوّي الآن "صريح وجريء" سأتكلّم بنفس الصراحة

أحــــــــــمــــــــــد شـــــــــفـــــــــــــيق
كيف يمكن أن أرتضي لعقلي الذي كرّمني به ربي
أن أصدق الكذب البيّن الذي يصدر من فمه؟

استهزأ بمن ثاروا .. استهزأ بمن ماتوا .. مال إلى من قتل وظلم

لكنّه -أيتها الزوجة العزيزة- يحب الثورة ويحترم الثوار ولن يعيد إنتاج النظام الذي -قال ايه - مات..

وهو ضد النظام السابق لأن الإخوان المسلمين هم النظام السابق!!

ده لو بيكلّم بقر كان احترم عقلهم شوية عن كده.. ايه الـ"هلوسة" دي؟

ولمن يدّعون العقلانية ويقولون "نلبس البلوفر 4 سنين" ... من "أوهمكم" أنها 4 سنين؟

شفيق ليس فردًا كما يقول "الموهمون" .. من ورائه نفس العصابة التي سرقتنا

وهو من النظام الفاسد .. بل هو النظام الفاسد ..هو الذي سيعيد لهم مجدهم .. وأظن أنّ البوادر قد ظهرت!


هو الذي أمهل "أصحابه" في أول الثورة 
أو "الفورة" كما كان يحب أن يسميها
حتى أخفوا آثارهم ودمروا كل دليل يدينهم
فخرجوا سالمين من خلف القضبان
أبـــــــــــــــــــــريــــــــــــــــــــــــــاء
يتبخترون على أشلاء الشهداء وقلوب أمهاتهم المفطورة

هو الذي قال للنيويورك تايمز أنّه سيستخدم القوة المفرطة والإعدامات لكل من يهدد "استقرار الدولة" وهو يقصد بالطبع استقرار قدمه في القصر واستقرار الحاشية الفاسدة من حولهم
ثم قال اليوم أنّه سيكفل كل الحريات و بلا بلا بلا!

لأنّه أيّتها الزوجة يحب الثورة وسيعمل بكل الجهد على استكمال الثورة

سيصير الضغط الإعلامي بالذات علينا أو على الزوجة رهيبًا في الأيام القادمة
لكننا لن نتوه في أكاذيب ذلك الكاذب المنافق
ولن ننسى من قتل ومن سرق ومن استهزأ ومن كذب
لن ننسى 

الثورة مستمرة

Wednesday 16 May 2012

إبادة الفرافير


منذ فترة وفي أحدى نوبات الإحباط التي أصاب بها، ابتكرت نظرية وسمّيتها "إبادة الفرافير"، أي إبادة كل شخص ضعيف لا يحتمل ضغوط الحياة ويجزع من أقل نائبة أو اختبار، كنوعٍ من الاصطفاء الطبيعي -غير أنه غير طبيعي- ولا يتبقى على الأرض إلا الأقوياء المعمرون في الأرض، من يستحقون الحياة!

لكن نظريتي بها عيب شنيع، أثبت فشلها، وهو لفظ "يستحق الحياة".

من "يستحق الحياة"؟ ومن الذي يقرر؟

ثم كانت الإجابة في المكان الذي أجد فيه كل الإجابات:

(إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)

أنت مخلوق، إذًا أنت تستحق الحياة، وقد سخرك الله لفعل شيءٍ ما، وسخّر لك الأشياء من حولك..
(ولهذا السبب الانتحار محرم في ديننا)

إذًا أنت مؤثر وهذا في سابق علم الله سبحانه وتعالى
ما عليك فعله هو أن تجعل نطاق تأثيرك أوسع

وتذكر نظرية تأثير الفراشة التي تقول
أن رفـّة جناحى فراشة في الصين قد يتسبب عنه فيضانات وأعاصير ورياح هادرة في أبعد الأماكن في أمريكا أو أوروبا أو افرقيا

وتذكر القول : (إذا كنت تعتقد أنك أصغر من أن تحدث تغيير، حاول أن تنام في غرفة فيها "بعوضة")

من حسن حظي أن النظرية أثبتت فشلها بنفسها لأنني كنت لأكون أول ضحية

أنت.. وأنا.. نستحق الحياة

بس كده! :)

Monday 16 April 2012

الدراجات الحرة



‎..Vélib
مشتقة من
Vélo = دراجة
Liberté = حرية
الدراجات الحرة

هو مشروع اقترحه وتبناه عمدة باريس في 2007 لحد ما حقق نجاح رهيب..
فكرته ان في حوالي 1,450 محطة في باريس .. تأجر العجلة من أي محطة .. و ترجعها لأقرب محطة للمكان اللي انت عايز تروحه
ممكن تدفع بالمرة .. ممكن اشتراك شهر .. ممكن اشتراك سنة
والفكرة لاقت شعبية علشان أرخص من تذكرة الاوتوبيس هناك .. إلى جانب ان دلوقتي مش لازم تشتري عجلة وتوفر لها مكان في البيت .. إلخ.

ده بالفعل قلل من التلوث وقلل من التكدس المروري

ولندن بدأت تطبق الفكرة دي في 2008


عشان لما ييجي مسؤول في مصرنا المحروسة بعد كده يقول: البيئة مش أولوية !

نقول له بس يا حج D:

*بحاول أكون ناشطة بيئية ... هنحمي البيئة بايدينا :)

Sunday 8 April 2012

لو راقب عليك رجل غتت

!بمناسبة أن امتحانات آخر العام تبدأ بعد بضعة أسابيع، بدأ الحديث عن المذاكرة والامتحانات..و الغـــــــــش 


وبالطبع كان الحديث أن الغش حرام وأن الجنة أغلى سلعة ولا يمكن أن نبيعها بنجاح ظاهريّ في الحياة الدنيا! 


لا ! لم يكن كذلك .. بل كان الحديث : لو بعد الشر بعد الشر راقب علينا "راجل غتت" هنتصرّف ازاي؟؟


والأغرب أنهم حين يذكرهم أحد بقول الرسول صلى الله عليه وسلّم : (من غشنا فليس منا) ينهالون عليه بالسخرية .. 
"ايه يا عم الشيخ اتدروشت امتى؟"


ويرجع هذا الشخص.. يفتح الفيسبوك .. يجد (إذا كنت تحب النبي اعمل شير.. وإذا لم تفعل فاعلم أن ذنوبك قد منعتك) .. يعمل شير .. لأنه يحب النبيّ صلّى الله عليه و سلم ..


وعندما يسخر أحد من النبيّ صلّى الله عليه وسلّم تجده مستعدًا .. "يا كلب يازنديق........." إلى آخره


طيب يا أخي فيك الخير.. لكن ! هذا ليس حبًا ! هذه عصبية ! حب النبيّ باتباع سنته !


والنبيّ نهاك عن الغش.. 


{وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}


ليه الغش حرام؟


 لأن العدل ميزان السماولت والأرض .. والظلم ظلمات يوم القيامة


هل من العدل أن يذاكر شخص ويتعب طوال العام والآخر يهمل ويتكاسل..


ثم يتساويان؟!!




"أنا مش باغش يا إيناس أنا باغشش بس يعني باعطي وأنا راضي"


يا راجل! هو أنت يعني الوحيد اللي بتذاكر وتتعب من أول السنة! 
اعقل كلامك قبل أن تنطق به..


ومن أوهمك أّنك هكذا تفيد صديقك؟ ربما الفائدة على المدى القريب لكن على المدى البعيد أنت تعوده على الاعتماد على أن شخصًا ما سينقذه في اللحظة الأخيرة .. وفي الحياة العملية، هذه صفة قاتلة




"أنا مش باغشش يا إيناس أنا بساعد"


وده نفس نظام ان الانحلال اسمه تفتح وكده؟




سموا الأشياء بأسمائها لأنكم لا تخدعون إلا أنفسكم


وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ


الله سبحانه وتعالى حدد لنا حدود التعاون والمساعدة .. في البر! 


يعني الغش / التغشيش / المساعدة في الامتحانات حرام .. تمام؟ متقفين؟




متفقين!


لماذا أقدم على فعل شيء حرام يضرني في الدنيا والآخرة 
ويضر صديقي في الدنيا والآخرة
لأجل شيء صغير في حياتي كامتحان
وحياتي كلها في الدنيا لن تزيد عن 70 سنة
والدنيا كلها لا تزن عند الله جناح بعوضة؟


شايف قد ايه الموضوع صغير؟ شايف بتبيع ايه بايه؟


"لكن يا إيناس الامتحان ده مبني عليه مستقبلي بعد كده"


افتح قلبك واسمع كلام ربّك


 ‏{‏‏وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا‏} 


.
.
.


لا لا لا أنت قرأت أول كلمتين من الآية وقلت آه عارفها ورحت مكمل.. لا لا لا اطلع اقراها تاني!!


بالراحة.. افهمها


اتق الله واعمل بما أمر
قد تتفاجأ بالخير الذي يأتيك ببركة طاعتك


توكل على الله .. ربنا حسبك .. يكفيك .. 


لا إعدادية.. ولا ثانوية.. ولا كليّة
ربنا يكفيك !
و هو حاسبهالك صح
قد جعل الله لكل شيء قدرًا


وعلى فكرة أنت كده بقى اتبعت سنة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم..
لعلك بذلك تنال شفاعته



تذّكر.. كانت أمانة التجّار المسلمين هي سبب دخول الآلاف في الإسلام في أول عهده





دلوقتي قولوا لي: لو راقب عليكم رجل غتت هتعملوا ايه؟  ^_^

Thursday 5 April 2012

يا رب... يتصل بك

حدث معي موقف أعجب من العجب منذ بضعة أيّام..

اشتركت في مسابقة لكتابة الشعر، لكنّ الفوز كان بعيد المنال بالنسبة لي، وكنت قد أقنعت نفسي وأرضيتها بالأمر الواقع.. أنني لم أفز..

يتم الاتصال بالفائزين .. لا أدري متى ولكن قبل المسابقة بيومين لم يتصل بي أحد.. فــ .. خلاص يعني!

لكن.. قبل المسابقة بيوم.. اتصل عليّ رقم غير مسجل عندي.. لكنّي لم أسمع الرنين فلم أجب! 
بدأ الشك يساورني.. معقول؟ ممكن؟ وليه لأ؟

أعدت الاتصال على ذلك الرقم.. و كانت المصيبة..

"رصيدكم الحالي لا يكفي لإتمام هذه المكالمة"

لاااااااا !

حسنًا.. عندي درس بعد ساعة، سأعيد الشحن ثم أتصل، أنا متفائلة!

مرّت الساعة كأنها العمر بأسره..

أعدت الشحن ثم اتصلت.. 

"آلو..."
"آلو السلام عليكم"
"وعليكم السلام.. مين معايا؟"
"ايه... هو.. هو الرقم ده اتصل عليّ من ساعة كده.."
"مش سامعك يا فندم! جنب حضرتك دوشة"
"الرقم بتاع حضرتك اتصل عليّ من ساعة.. مين حضرتك؟"
"أنا أحمد محروس أنتِ مين؟"
"أكيد في غلطة.. أنا آسفة.. شكرًا.. سلام عليكم"

أنهيت المكالمة وأنا في غاية الإحراج! سيظن أنني أعبث! يا رب استر!
وغير ذلك أصابني قليل من الحزن.. لأنني توقعت أن يكون الرد .. "آه إيناس خالد بنحاول نوصلك من بدري بس مش عارفين! مبرووك!"

لكنني كنت قد أقسمت على نفسي أن أكون راضية تمامًا مهما كانت النتيجة، راضية القلب واللسان!

لكن لحظة! ماذا لو كان الضجيج من حولي جعلني لم أسمعه جيدًا؟ أو هو لم يسمعني جيدًا؟
سجلت الرقم تحت اسم "يا رب"...

ركبت الترام.. وقفت في الترام.. نزلت من الترام.. وعلى بالي شيء واحد.. ممكن؟

لا بقى خلاص .. ارضي بالأمر الواقع.. الحمد لله .. الحمد لله .. الحمد لله
لكن بصراحة، قلبي لم يكن حامدًا..

مشيت في الشارع ببطء وخمول وبصراحة لم أعرف كيف سأستمع للدرس وأنا بالي مشغول هكذا..

الموبايل رنّ بصوت سامي يوسف..
أكيد إحدى صديقاتي..
لا!
"يا رب" يتصل بك..

بس كده! الله أكبر! أكيد راجع الرقم ويتصل مجددًا لإبلاغي بالخبر السعيد!
آآآآآآآه يا لسعادتي! أحمدك يا رب! أحمدك يا رب!


أجبت : "آلو السلام عليكم!"
"وعليكم السلام.. أيوة يا فندم أنا ماكنتش عارف أسمع حضرتك.. هو في مشكلة؟"

ده بيسأل!!!!
لم أعلم كيف أجاوب؟!

سألت: "هو حضرتك تبع مكتبة الاسكندرية؟"
"مكتبة الاسكندرية؟ لأ خالص"
"أنا كنت منتظرة اتصال من المكتبة، وفكرت ان ده رقمهم، آسفة ع الإزعاج، شكرًا، سلام عليكم"

عيني على شاشة الموبايل و باضحك جامد..
فهمت يا رب.. المرة دي مش لي مهما حصل..
وقلت الحمد لله... المرّة دي من قلبي فعلًا..

الحمد لله ^_^







Monday 26 March 2012

صناعة الوطنية



من سيرة حياة العالمة البولندية (ماري كيوري) ..



كان هناك نوعان من المدارس في بولندا: مدارس بولندية خاصة و مدارس حكومية. قبل الحرب العاالمية الأولى كانت بولندا مقسمة لثلاثة أقسام محكومة بـ 3 دول استعمارية : روسيا والنمسا وبروسيا. قام البولنديون بعدة انتفاضات لكن ذلك لم يؤدي إلا للمستعمرين أن أحكموا قبضتهم أكثر و أكثر، وخاصة المستعمر الروسي، و الذي كان يحكم المنطقة التي بها وارسو حيث سكنت ماري. كانت مهمة الروس تحويل الشعب البولندي إلى "شعب روسي"، و كان يعتمدون في ذلك على سحق لغتهم ودينهم وحرية تعبيرهم سواء في الإعلام أو في الأدب.


سُمح للمدارس الخاصة أن تستمر شريطة أن تُدرّس المناهج الروسية وباللغة الروسية فقط، وكانت الحكومة الروسية ترسل المفتشين إلى المدارس حتى تتأكد من عدم وجود "تمرّد"، لكنّ التمرّد كان موجودًا..

عندما كانت ماري طالبة في إحدى هذه المدارس الخاصة في العاشرة من عمرها كانت لها معلمة اسمها الآنسة توبالسكا و كانوا ينادونها توبيسا. وجدت توبيسا في نفسها الشجاعة لتقوم بعمل تمرديّ.. درّست لفصلٍ يحوي 25 فتاة .. التريخ البولندي.. وباللغة البولنديّة! وفجأة دق جرس.. هرعت الفتيات إلى مكتب المعلمة يخفين الكتب البولندية. دخل السيد هورنبيرج مفتش الحكومة ليجد توبيسا تقرأ للفتيات قصص خيالية .. روسية..

وكان من عادة المفتشين أن يقوموا بفحص بعض أدراج الطلبة بشكل عشوائي.. ثمّ طلب السيد هورنبيرج من توبيسا أن تنادي على إحدى طالباتها .. لتتلو الصلاة .. باللغة الروسية.

 اختارت توبيسا ماري.
 قامت ماري.
 تلت.
وشعرت بذلٍ لم تشعر به قبلا، صعبٌ جدا على كاثوليكية بولندية أن تتلو الصلاة بلغة "عدوهم".. بعد أن انتهت سألها المفتش أن تقول كل أسماء حكّام روسيا على مرّ التاريخ.

ثمّ سألها: "من يحكمنا؟"
لم تستطع الرد.
كرر السيد هورنبيرج السؤال
فجاوبت بمرارة :"جلالته الاسكندر الثاني"

خرج المفتش راضيا وانفجرت ماري في البكاء. ضمّتها توبيسا.

لم تكن روسيا تعلم أنّ هذا التعسّف كان أقصر طريق لصناعة جيل من الوطنيين.

كانت ماري قبل التحاقها بالجامعة تدرس البولندية سرًا وبلا أجر.
وعندما أنجبت ماري، أصرّت أن تعلّم أولادها البولندية رغم عيشها في فرنسا وزواجها من رجل فرنسي.


الانتماء لا يموت بسهولة.. لسوء حظ الطغاة!



ملحوظة: كانت ماري كيوري متقنة لـ5 لغات رغم افتخارها بلغتها..

Monday 2 January 2012

الرماد البارد - في الذكرى الـ520 لسقوط الأندلس



 


أقرّ و أعترف
أنّ ارتباطي بها لم يكن إلا ارتباطًا اسميّا .. باردًا

أقرّ و أعترف
عندما يُحكى عن أمجادها ، كنتُ أشعر بفخرٍ .. بارد
و عندما يُحكى من سقوطها، أشعرُ بألم .. بارد

و كأنها من قلبي أبعد من بعدها الجغرافي

(إن شاء الله تعود لنا الأندلس)
كنتُ أسمعها، و مهما كان يقين و حماس  محّدثي
كنت أرد
(لم لا؟ إن شاء الله)
بنبرة من الشك.. نبرة باردة

كيف تقولين ذلك؟
إنه تاريخ أمتك.. 
أما رأيتِ الطب الأندلسيّ
و الشعر الأندلسيّ
و المعمار الأندلسيّ؟

بلى رأيت
و نعم هي أمتي
و نعم هو تاريخها
و لكن ما أبعده عن حاضرها
أعطني سببا كي لا أيأس
كي أكون بنفس يقينك و نفس حماسك
سببًا واحدًا

ثم جاء الربيع العربيّ
ليعطيني السبب.. ليبث الحياة في الرماد
ذلك الرماد الذي تكوّم بداخلي
جرّاء احتراق الهوية
و احتراق الأمل
ذلك الرماد البارد
الآن أشعر بفخر حقيقيّ.. مضيء
و ألم.. حارق
و حنينٍ.. دافئ

عجيب كيف يُقرب الأمل المسافات!!

رائعٌ ما رأيت من حماس و عزم في هذه الذكرى في هذا العام
مخجلٌ ما رأيت من لا مبالاة  و ... رماد متبقٍ

لكن لا ألوم هيئة كنت عليها من ذي قبل
و لعل مد الإحياء إلى نفوسهم آتٍ

(إن شاء الله تعود لنا الأندلس)
الآن أقولها يقينًا
يقينًا ..

كما بقيت مساجد الأندلس لتشهد على ما أجرموا في حقها
بقيت نفوسٌ حيةٌ
واثقةٌ
و بعد الربيع
أُحْيَت نفوس 
لتقف درعًا للحضارة
و الإيمان درعٌ لها.