Monday, 2 January 2012

الرماد البارد - في الذكرى الـ520 لسقوط الأندلس



 


أقرّ و أعترف
أنّ ارتباطي بها لم يكن إلا ارتباطًا اسميّا .. باردًا

أقرّ و أعترف
عندما يُحكى عن أمجادها ، كنتُ أشعر بفخرٍ .. بارد
و عندما يُحكى من سقوطها، أشعرُ بألم .. بارد

و كأنها من قلبي أبعد من بعدها الجغرافي

(إن شاء الله تعود لنا الأندلس)
كنتُ أسمعها، و مهما كان يقين و حماس  محّدثي
كنت أرد
(لم لا؟ إن شاء الله)
بنبرة من الشك.. نبرة باردة

كيف تقولين ذلك؟
إنه تاريخ أمتك.. 
أما رأيتِ الطب الأندلسيّ
و الشعر الأندلسيّ
و المعمار الأندلسيّ؟

بلى رأيت
و نعم هي أمتي
و نعم هو تاريخها
و لكن ما أبعده عن حاضرها
أعطني سببا كي لا أيأس
كي أكون بنفس يقينك و نفس حماسك
سببًا واحدًا

ثم جاء الربيع العربيّ
ليعطيني السبب.. ليبث الحياة في الرماد
ذلك الرماد الذي تكوّم بداخلي
جرّاء احتراق الهوية
و احتراق الأمل
ذلك الرماد البارد
الآن أشعر بفخر حقيقيّ.. مضيء
و ألم.. حارق
و حنينٍ.. دافئ

عجيب كيف يُقرب الأمل المسافات!!

رائعٌ ما رأيت من حماس و عزم في هذه الذكرى في هذا العام
مخجلٌ ما رأيت من لا مبالاة  و ... رماد متبقٍ

لكن لا ألوم هيئة كنت عليها من ذي قبل
و لعل مد الإحياء إلى نفوسهم آتٍ

(إن شاء الله تعود لنا الأندلس)
الآن أقولها يقينًا
يقينًا ..

كما بقيت مساجد الأندلس لتشهد على ما أجرموا في حقها
بقيت نفوسٌ حيةٌ
واثقةٌ
و بعد الربيع
أُحْيَت نفوس 
لتقف درعًا للحضارة
و الإيمان درعٌ لها.